Sunday, April 30, 2006

نداء لكل الوطنيين في مصر

تنتشر هذه الأيام شائعات عن فتنة طائفية، عمليات إرهابية، ومعتقلات... و اعتصامات موجهة ضد الحكومة المصرية... إلخ. والواقع أن هذه الشائعات قد أخذت أكثر بكثير من حقها في التغطية الإخبارية، كما أن قلة من المدونات المشبوهة قد ساهمت بشكل كبير في زيادة هذه الشائعات، رغم أن الجميع (بداية من القائمين على هذه المدونات، وانتهاءا بأفراد الشعب البسطاء) يعلمون أن الشعب المصري يفهم جيدا أبعاد هذه الشائعات الفاشلة المستمرة وأسبابها الحقيقية.

لقد فشلت تلك المدونات في تأجيج المشاعر وإثارة الفتنة بعد أحداث الاسكندرية المؤسفة، والتي ثبت أنها كانت نتيجة عمل فردي قام به مختل عقليا نجحت قوات الأمن في القبض عليه متلبسا أثناء محاولته الاعتداء على كنيسة.

كما أثبتت هذه المدونات الدسيسة افتقادها للمصداقية والواقعية، حينما ادعت أن أفراد الشعب المصري قاموا بتفجيرات سيناء للانتقام من رجال الشرطة البواسل الذين تمكنوا بنجاح من القبض على عدد من الارهابيين المسئولين عن التفجيرات السابقة. كما ادعى بعضهم أن إسرائيل كان لها يد في هذه التفجيرات، في محاولة سيئة من هؤلاء المدونين لجر الوطن إلى حرب لا يعلم أحد مداها.أبسط رد على هذه الادعاءات هو تمكن قوات الأمن من القبض على أفراد اشتركوا في التنفيذ والتخطيط لهذا الحادث، وهو دليل واضح على نجاح قوات الأمن في تعقب الجناة والسيطرة على الوضع الأمني بعد تلك الحوادث.

في وسط كل هذه الأحداث والصعاب التي تحيط بالوطن، تجد مجموعة من الأفراد الذين لا يزيد عددهم عن أصابع اليدين يقومون بتظاهرات ضد القانون وقوات الأمن، ويقومون بوضع عوائق على الأرصفة ووسط الشوارع، بغرض إعاقة حركة المشاة وتعطيل المرور. إن رد الفعل الطبيعي على هذه التصرفات هو أن تقوم قوات الأمن بإزالة هذه العوائق من الطريق، وأن تفرض النظام والأمن. ولكن عناد هذه المجموعة من الأفراد واعتداءهم على قوات الشرطة وإصرارهم على تعطيل حركة المشاة والسيارات بالشارع قد أجبر قوات الأمن على القبض عليهم، حماية لحقوق المواطنين في استخدام الأرصفة والشوارع بشكل طبيعي، وكذلك حماية لهؤلاء المتظاهرين من بطش المواطنين البسطاء، الذين هرعوا للاشتباك معهم عندما علموا أنهم يعتدون على الممتلكات العامة ويتظاهرون ضد الوطن.

والجدير بالذكر، أن عددا من هؤلاء المقبوض عليهم هم ينتمون لتلك القلة من المدونين التي تعيث فسادا عبر شبكة الانترنت، وتحاول التأثير على أفراد الشعب البسطاء بادعاءات كاذبة حول ديكتاتورية الحكومة وغياب الديموقراطية، وهذا هو أكبر دليل على الدور المشبوه لتلك المدونات، وأنها لا تعبر بأي حال من الأحوال عن جموع المدونين المصريين وأفراد الشعب.

إن مصر تمر اليوم بمنعطف لا يقل خطورة عن الأحداث الجسام في تاريخ الوطن، وهذا المنعطف هو بمثابة نداء لكل الوطنيين في مصر، لأن يهبوا للدفاع عن الوطن وسمعته، والاستمرار في مسيرة التقدم والديموقراطية الحقيقية. وهو أيضا منعطف كاشف لأعداء الوطن في الداخل، بفسادهم وكذبهم وحرصهم على مصلحتهم الشخصية ومخالفة القوانين، وهو أيضا يكشف أنهم قلة لا مستقبل لها في هذا الوطن العظيم.