Saturday, January 27, 2007

أكذوبة السعار الجنسي - ذكرى مرور ثلاثة شهور على أحداث وسط البلد المزعومة

أكذوبة السعار الجنسي.. حقيقة ما دار في القاهرة

منذ ثلاثة أشهر هبت على الوطن عاصفة خليعة، تابعناها جميعا من خلال الإنترنت والصحافة. كانت هذه العاصفة عبارة عن إدعاءات كاذبة، وقصص مفبركة، جاء بها أن رجال الشعب المصري قد أصابهم الهياج الجنسي الجماعي بالآلاف، وأنهم أخذوا يطوفون الشوارع بحثا عن النساء والفتيات، بغرض التحرش بهن عن طريق اللمس والقرص وتمزيق ملابس الضحايا. كما أن هذه الادعاءات قد أخذت منحنى آخر، حين ادعت العناصر الإثارية في بضعة مدونات مشبوهة أن الدولة وحكومة الرئيس مبارك كانت هي السبب في وقوع تلك الأحداث المزعومة، بل وادعت أيضا أن قوات الأمن ووزارة الداخلية لم تتدخل لتوقف التحرشات المزعومة.

لقد كان مصدر هذه الشائعات والقصص الخرافية هم مجموعة من المعارضين للدولة من العاطلين أصحاب المدونات الصفراء، وهواة الإثارة والشهرة، والجماعات غير الشرعية المعارضة للوطن. وقد استنكر الشعب المصري بجميع فئاته وطوائفه تلك القلة الضالة من مروجي الإشاعات، وتصدوا لهم على صفحات الجرائد، ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة، بالإضافة للمدونات الوطنية التي فندت تلك الإدعاءات وأثبتت كذب من يقفون ورائها.

واليوم، بعد مرور ثلاثة أشهر على تلك الأحداث، لابد لنا أن نتذكر جيدا تلك الأيام، ونتعلم من ذلك الدرس بجدية وتصميم، ونتعظ من تلك الخبرات بتركيز وتفكير عميق. ومن أجل العثور على ما يذكرنا بتلك الأيام، والحقائق التي غابت عن بعض بسطاء العقول، بحثت ولم أجد خيرا من مقالة للزميل خالد ممدوح على موقع العربية بعنوان "أكذوبة السعار الجنسي.. حقيقة ما دار في القاهرة" بتاريخ 31 أكتوبر 2006، إخترت منها للقراء الأعزاء هذه المقتطفات الهامة:

"وحتى الصور المرفقة والمختومة باسم "الوعي المصري" وتحمل اسم "وائل عباس" لم تستطع أن تثبت الحدث كما يفترض بها بل على العكس ساهمت في سرعة نسياني للموضوع وتصنيفه في خانة "الأصفر" بدون استخدام لفظ صحافة أساسا!
...

اتصلت أمس واليوم بمجموعة كبيرة من الأصدقاء كان بعضهم قضى أول وثاني أيام العيد في وسط البلد (مسرح الجريمة) وأكدوا لي أنهم يسمعون "بحكاية السعار الجنسي" تلك مني للمرة الأولى!!
...

برزت لذهني مجموعة أسئلة من قبيل:

ألم يشعر والد أو زوج إحدى الضحايا بالمهانة ودفعه كبرياؤه أن يتقدم ببلاغ لقسم الشرطة يثبت فيه الحالة؟!

ألم يتمكن الأمن الذي كان متواجدا (الصور أظهرت بعض رجال الأمن وأحدهم على الأقل كان يحمل طبنجة، طبقا لرواية وائل عباس) من القبض على أحد المسعورين جنسيا؟! الفتاتان الخليجيتان اللتان تعرضتا للتحرش، ألم تتقدم إحداهما ببلاغ ولو حتى لسفارتها؟

الصور المنشورة لا يظهر منها أي شيء له علاقة بجنس أو بتحرش، على الأقل هذا رأي درزة من الزميلات والزملاء الذين أطلعتهم على الصور المرسلة بالبريد! أما تعليقات وائل عباس فيمكن ببساطة استبدالها بتعليقات أخرى تقول "زحام غير منظم في وسط البلد أول أيام العيد!" وسيكون هذا التعليق – طبقا للمعايير المهنية المتعارف عليها – أكثر دقة وموضوعية وقابلية للتصديق!

ناصر نوري (مصور رويترز) – طبقا للمقال إياه – كان أحد شهود العيان فلماذا لم ينشر قصة إخبارية عن الأمر في رويترز؟ هل السبب رفض القائمين على وكالة أنباء تحترم نفسها توريط أنفسهم في الترويج لشائعات لا أساس لها من الصحة أم أن مكتب رويترز في القاهرة ينتمي للحزب الوطني الحاكم في مصر؟
...

كل المقالات التي تناولت الموضوع مبنية على رواية وائل عباس وصاحبه التي قرأتها ووجدت بها من الثغرات و"التهيؤات" ما يدل على أحد أمرين:

الأول أن أصحاب تلك النظرية على المستوى النفسي يعانون جوعا جنسيا وصل لمرحلة متأخرة صورت لهم أمورا لم تحدث في الواقع! أما الثاني فهو افتقاد من أطلق تلك الشائعة وروجها لأبسط قواعد العقل والمنطق بشكل عام
...

لابد من قيام الجهات المعنية باستدعاء من أطلقوا تلك الشائعة والتحقيق معهم"


ليس لدي ما أقوله بعد تلك الكلمات سوى أن أوجه شكري للزميل خالد ممدوح لحرصه على توضيح الحقائق بالمنطق الهاديء، والحقائق الموضوعية، وباستخدام أسلوب كتابة بسيط وواضح، لا يحتاج إلى مجهود كبير من القاريء البسيط للوصول إلى مرحلة الفهم. وسنتقابل مرة أخرى في القريب العاجل، أيها القاريء العزيز، لنباشر الحديث عن الوطن وأحواله، والتحديات التي تواجهنا جميعا من معارضي الدولة والوطن.

لقراءة المقالة بالكامل، الرجاء التوجه إلى هذه الصفحة:
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/10/31/28699.htm