Tuesday, March 06, 2007

الفرق الشاسع بين المُعَلَّقَات والمدونات

لا أعتبر نفسي بأي حال عالما لغويا، أو خبيرا نحويا، بل إنني مجرد دارس لعلوم اللغة الأساسية، ومطلع على قواعد النحو البسيطة. ولكن ما نراه كل يوم على شبكة الانترنت يحتم علينا أن نفعل ما بوسعنا من أجل نشر المعلومات الأساسية التي يحتاجها كل متصفح للانترنت، وكل قاريء للمواقع المختلفة في الشبكة. ورغم أن أغلب الناس يعلمون الحقائق التي سأذكرها الآن، إلا أنني متأكد أن هناك بعض الناس الذين قد يستعصي عليهم فهمها، ويصعب عليهم إدراكها، فيضيعون في متاهات الانترنت، ويضلون الطريق في غياهب الشبكات التكنولوجية، دون أن يصلوا إلى فائدة حقيقية، أو مكاسب معلوماتية ملموسة.

من المهم أن يعلم الجميع أن هناك فرق كبير جدا بين التدوين والتعليق، أو بين كتابة مدونة وكتابة مُعَلَّقَة، وهو فرق لا شك أننا نراه جميعا كل يوم عندما نتصفح شبكة الانترنت، ونطلع على محتوياتها، ونقرأ ما كتب فيها.

إن التدوين هو باختصار نقل خبر ما من مصدر معين، كما هو بدون تغيير جذري، إلى وسيط مكتوب، بهدف نشر أخبار معينة عن أحداث بعينها، أي أن التدوين هو فعل الكتابة نفسه، بدون تفكير أو ابتكار، لا أكثر ولا أقل.

أما التعليق، فهو فعل يتم التركيز فيه على إبداء الرأي حول حدث معين أو أحداث متعددة، مع شرح مبسط للحدث أو الأحداث المقصودة، أي أن التعليق يجمع بين التدوين وإبداء الرأي الهادف.

وهناك فرق آخر، وهو أن التدوين هو أساسا مهنة يكسب أصحابها قوت يومهم منها، بينما التعليق ليس بمهنة، بل هو نشاط تطوعي يقوم به أصحاب الرأي دون الحصول على مقابل، أو انتظار مكافأة، أو العمل لصالح أي جهة.

ولهذا، فمن الطبيعي أن يكون للمُعَلَّقَات مصداقية أكبر بمراحل من المدونات، حيث أن أي مدون وظيفته الأساسية نقل ونشر الأخبار بشكل يرضي الجهات التي يعمل لصالحها، أيا كانت أهدافها، وبغض النظر عن مخططاتها، حتى لو كان ذلك يعني العمل ضد مصلحة الوطن، وعكس إرادة الشعب.

ولهذا، ولأن كتاب المُعَلَّقَات أحرار فيما يقولونه، فهم يعبرون عن رأيهم بدون رقابة، وبغير محاسبة، وفي مناخ إستقلالي وموضوعي، بدون تدخل من أحد، وبعيدا عن أصابع وأعين الجهات المشبوهة التي تعمل لصالحها المدونات.

ومن الممكن لأي قاريء لمحتويات شبكة الانترنت أن يدرك الفرق بين المدونات والمُعَلَّقَات، بدون مجهود كبير، أو دراسة تفصيلية، فمن الأمثلة على المدونات هي تلك المواقع التي تعترض على طريق الديموقراطية التي تنتهجه مصر، أو تهاجم التعديلات الدستورية المنتظرة، أو تدعو للتظاهر ضد الوطن والنظام العام، وممارسة العنف ضد رجال الشرطة، وتعطيل المرور، وتهاجم حكومة الرئيس مبارك إما لأسباب مختلقة أو بدون سبب على الإطلاق.

أما إذا رأيت موقعا يساهم في نشر ثقافة الديموقراطية، ويدعو المواطنين للتعبير عن رأيهم، ويساهم في تثقيف المجتمع، والدفاع عن توجه مصر الديموقراطي والخطوات الرائدة لحكومة الرئيس مبارك في سبيل تعديل الدستور ليكون أكثر ملائمة للعصر، ولإعطاء الفرصة للمعارضة رغم أنها شبه منعدمة، إذا رأيت كل هذا، فلا شك أنك قمت بزيارة مُعَلَّقَة.

ولأن المُعَلَّقَات هي التي تعبر عن رأي وإرادة الشعب الحقيقية، فإنها المصدر الأكثر ملائمة للحصول على آخر الأخبار، وهي الوسيلة المثلى لفضح المدونات المعادية للوطن وأصحابها.

لا شك أن أعداء الوطن، من خلال تمويلهم لحفنة من للمدونين والمدونات، وعن طريق مهاجمة مصر وقيادتها، لا شك أنهك يفضحون أنفسهم، ويكشفون خططهم المستقبلية، ويزيلون الغطاء عن مؤامراتهم العدائية، وكأن مصر ليس بها مُعَلَّقَات وطنية تعبر عن آراء الشعب الحقيقية، أو أجهزة أمنية قوية، تتربص بأعداء الوطن، وتراقب العناصر الإثارية، وتزيل المخططات العدائية قبل خروجها إلى حيز التنفيذ، بل وتتخذ جميع الإجراءات التي تكفل حماية الوطن والمواطنين جميعا.